تتحدث معظم وسائل الاعلام العربية وتتغنى بريادة الأعمال والجهات الداعمة لها، ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع او نقرأ مقالا صحفيا يتحدث عن جعبة من المشاريع الريادية المدعومة، حتى بات لكثير من الشباب شعور ان مسألة الدعم امر هين ولا يحتاج سوى التوجه لأي جهة داعمة من الجهات, والتي تملأ اعلاناتها ومنشوراتها شبكات التواصل الاجتماعي, ولكن ما ان يبدأ التوجه والتقديم حيز التنفيذ إلا ويصطدم بجملة من المعوقات التي تتحطم عندها احلامه وطموحاته؛ فالطريق الذي كان يعتقد انه سهل وممهدا وجده صعبا ووعرا وغير ما تصور وتمنى.

 فأولى التحديات التي يصطدم بها معظم الشباب ان أكثر الجهات الداعمة لريادة الأعمال في الوطن العربي هي جهات ليس داعمة ماليا ,بل يتلخص دعمها بالارشاد وتقديم الاستشارات والدورات التدريبية والخدمات اللوجستية احيانا ,والبعض الأخر يقدم قروضا مالية ميسرة سواء من خلال الجهة نفسها  او من خلال تعاونها مع جهات مالية بالدولة “كبنوك التسليف”، كما برز بالآونة الأخيرة بعض الجهات التي تقدم دعما ماليا محدودا ولكن ضمن شروط متعدده ومراحل يجب على الريادي خوضها قبل حصوله على المبلغ المقدم والتي يكون من ضمن شروطها الأساسية خوض دورة تدريبية غير مشروطة الدعم عند نهايتها اي ليس شرطا عند الانتهاء من اجتيازها وحضورها الحصول على الدعم المالي  .

 وهنا يجب ان لا نقلل من ما تقدمه الجهات الداعمة من دعم للنهوض بريادة الأعمال في عالمنا العربي؛ ولكن يجب ان نوضح ان الدعم له أشكال متعدده وليس كما يتبادر لدى الكثير من الشباب عند رؤيته جمله “دعم المشاريع الشبابية او الريادية” بان الدعم مقتصر على الدعم المالي, وانه اذا وجد وجد, بوفرة ودون شروط او قيود  .

 كما ان من التحديات التي يواجهها بعض  الشباب الريادي المقبل على خوض ضمار ريادة الأعمال أن كثيرا من الجهات الداعمة تشترط إجادة اللغة الانجليزية, وان كان هذا الشرط غير صريح إذ أنه سيصطدم عند شرحه لفكرته الريادية التي يرغب دعمها انه يجب ان يشرحها او يقدمها باللغة الانجليزية أمام لجان التقييم! وان اللغة العربية ستضعف موقفه اذا اعتمد عليها للأسف .

 وعلى ان كثيرا من الشباب الراغبين بدعم مشاريعهم يعتقدون ان مجرد انهم يمتلكون الفكرة لمشروعهم وطرق بلورتها لمشروع يكفي لفظيا, ولكن الحقيقة انهم يجب ان يكونوا قادرين على ترجمتها الى ارقام ربحية ووصف نصي دقيق من خلال تقديم نموذج عمل و باستخدام (Business Model Canvas) ومن ثم خطة العمل (Business Plan) و دراسة الجدوى (Feasibility Study).

 فالطريق ليس سهلا بل يتطلب الصبر والمثابرة والاطلاع وحضور الكثير من الفعاليات ذات العلاقة بدعم المشاريع الشبابية الريادية لبلورة الفكرة بشكل أوضح ومعرفة أبعاد العملية. ومنه يتضح لنا أهمية الدورات التدريبية وايجاد المرشدين والاستشاريين الأكفاء للمساعدة في تبديد بعض التحديات وهنا اقصد بعضها وليس جميعها فمنها ما مسؤوليته على عاتق الجهات الداعمة ايضا بأن تكون أكثر مرونة ووضوحا مع الشباب الطموح ، فكثير من الشباب اصبح يتبدد لديه الثقة ببعض الجهات الداعمة مما قد يسفر لاحقا بإنتكاسه ريادية وخاصة أن معظم المشاريع التي تدعم او تحتضن يكون صداها الاعلامي أكبر من حقيقة نجاحها او ارباحها المالية,  بل آ ن  اغلبها لا يستمر او يواجه مشاكل مالية او قانونية, وكأن دورها كان يقتصر على دعاية اعلانية ممثلوها  حقيقيون يعيشون الحلم لفترة ومن ثم يستيقظون  .

فحتي لا يذهب الصالح بالطالح يجب على الشباب الريادي المقبل على ريادة الأعمال قبل التوجه لأي جهة يجب ان يضطلع علي تاريخها بالدعم وما حققته لمن سبقوه، فما خاب من استشار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *